أستاذ علم نفس: الـ«سوشيال ميديا» والتدليل الزائد وراء واقعة طفل المرور

[ad_1]

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بسبب واقعة الفيديو المتداول لطفل «13 عاما»، يقود سيارة ويعتدي على شرطي حاول توقيفه، والذي أثار موجة حادة من الانتقادات، خاصة مع كشف وسائل إعلام مصرية أن “والد الطفل يعمل قاضيا”.

علق مدرس علم النفس التربوي كلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة د.عاصم عبد المجيد حجازي، لـ«بوابة أخبار اليوم» على هذه الواقعة، بأنها تعتبر سلوكا عدوانيا يصدر عن الأطفال في مرحلة الطفولة المتأخرة، ويعد مؤشرا للعديد من المشكلات السلوكية والتي تنعكس آثارها على المجتمع بشكل مباشر، كما تعد علامة خطيرة على وجود خلل ينبغي تداركه قبل أن يتحول من الجنوح الكامن إلى الجنوح الكامل والأضرار بالمجتمع.

قال د.عاصم، إن الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى مثل هذا السلوك العدواني متعددة، ويرجع أغلبها إلى التنشئة الأسرية بينما يعزي البعض الآخر إلى بعض المؤثرات الخارجية مثل جماعة الأصدقاء والمدخلات المعرفية التي ترد إلى أذهان الأطفال من بعض الروافد الأخرى مثل الـ«سوشيال ميديا» وغيرها.

وأشار إلى أهم الأسباب التي يمكن أن تؤدي بالطفل إلى رفض السلطة وتكوين اتجاهات عدوانية نحوها، مثل تفضيل الآباء لبعض أبنائهم على الآخرين وهو الأمر الذي يؤدي إلى عدم قبول سلطة الوالدين نتيجة شعور الطفل بعدم العدالة في توزيع المشاعر والاهتمام بين الطفل وجميع إخوته.

وأضاف د.عاصم عبد المجيد حجازي، أن من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور السلوك العدواني لدى الأطفال التدليل الزائد من قبل الوالدين والذي يعمل على تحويل شخصية الطفل إلى شخصية نرجسية تتمحور حول الذات ويسعى دائما لإرضاء ذاته ونزعاته دون أدنى اهتمام بالآخرين ومشاعرهم ومصالحهم.

وذكر أنه ينبغي الإشارة إلى أن الأسرة قد تبذل جهدا كبيرا في تنشئة الأبناء تنشئة سليمة وتعمل على تربيته على القيم والمثل النبيلة ، ولكنها قد تنشغل عن متابعة سلوك الطفل داخل جماعة الأصدقاء التي ينتمي إليها، كما لا تهتم بمراقبة هؤلاء الأصدقاء والتعرف على شخصيتهم عن قرب، ونظرا لأن الطفل يتعلم بالملاحظة والتقليد، ولأن الجماعة تفرض على أعضائها سلوكيات معينة تحقيقا لمبدأ المسايرة، فإن وجود اتجاه عام  داخل جماعة الأصدقاء نحو التنمر والسلوك العدواني سرعان ما يشمل جميع أعضائها، حيث يسعى الطفل إلى تقليد هذه السلوكيات رغبة منه في الحصول على قبول جماعة الأصدقاء ويستمر في ذلك سعيا للحصول على مكانة متقدمة داخل جماعة الأصدقاء.

وأكد د. عاصم حجازي أن هناك العديد من الأسباب أيضا لا يتسع المقام لذكرها ولكن ما ينبغي التأكيد عليه أن التربية السليمة للأبناء ينبغي أن تعتمد على مجموعة من الأسس أهمها:

–    لا للتدليل الزائد عن الحد بل ينبغي على الأسرة أن تعمل على تعويد الطفل على تحمل المسؤولية وتأجيل إشباع رغباته كلما كان ذلك ممكنا وتدريبه على احترام وتقدير السلطة بدءا من سلطة الوالدين وانتهاء بسلطة الدولة ممثلة في مؤسساتها المختلفة.

–    كما أن متابعة الأبناء خارج المنزل أمر غاية في الأهمية من حيث أماكن الخروج وجماعة الأصدقاء وسلوك الطفل في الشارع والمدرسة والنادي، حيث يجب أن تكون كل هذه الأنشطة تحت رعاية ومتابعة الوالدين.

–    بالإضافة إلى ذلك يجب التأكيد على أهمية مراعاة مشاعر الطفل داخل المنزل والاهتمام بتقديم الدعم العاطفي والنفسي والمساواة بين الأبناء في ذلك والبعد عن القسوة والعنف في التعامل مع الأبناء، كما يجب أن يخلو جو المنزل من أي مظهر من مظاهر التنمر بين أفراد الأسرة حتى لا يتعلم الطفل هذا السلوك وينقله إلى المجتمع خارج المنزل.

شاهد أيضا|| لصحة جيدة.. 10 طرق تساعدك في التغلب على التوتر النفسي



[ad_2]

المصدر