أشعار شعبية وطبلة وقطع نقود موروثات مرتبطة بالمسحراتي

[ad_1]

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء أن المسحراتي أرتبط بموروثات شعبية عبر التاريخ حيث كان  المسحراتي في العصر العباسي يحمل طبلة صغيرة يطبل عليها مستخدمًا قطعة من الجلد أو الخشب ومعه طفل أو طفلة صغيرة معها شمعة أو مصباح لتنير له طريقه وكانت النساء تترك له على باب منازلهن قطعة نقود معدنية ملفوفة داخل ورقة ثم يشعلن أحد أطرافها ويلقين بها إلى المسحراتي الذي يستدل على مكان وجودها من ضوء النار فيدعى لأصحاب البيت ويقرأ الفاتحة .

وتابع الدكتور ريحان بأنه فى نهاية الشهر الكريم كان يلف المسحراتي على البيوت التي كانت تعتمد عليه في السحور ليأخذ أجرته وكان من المعتاد أن ينشد المسحراتي شعرًا يسمى بال” قوما” نسبة إلى قيام الليل لتناول السحور وكان مشهورًا آنذاك ومثال لذلك الشعر لا زال سعدك جديد.. دائم وجدك سعيد، ولا برحت مهنا.. بكل صوم وعيد، لا زال ظلك مديـد.. دائم وبأسك شـديد، ولا عدمنا سحورك.. في صوم وفطر وعيد.

ويسير الدكتور ريحان إلى تعدد وسائل وأساليب تنبيه الصائمين وإيقاظهم للسحور منذ عهد الرسالة والى الآن ففي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم  كانوا يعرفون وقت السحور بأذان بلال ويعرفون المنع بأذان ابن أم مكتوم فقد كان هناك أذانان للفجر أحدهما يقوم به بلال وهو قبيل الوقت الحقيقي للفجر والثاني يقوم به عبد الله بن أم مكتوم وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن آذان بلال ليس موعدا للإمساك عن الطعام والشراب لبدء الصيام وإنما هو أذن للمسلمين في تناول طعام السحور حتى يسمعوا أذان أبن أم مكتوم فجاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم “إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن أبن أم مكتوم ” وروى أحمد” لا يمنعن أحدكم أذان بلال من سحوره فإنه يؤذن ليرجع قائمكم وينبه نائمكم “، فقد كان أذان بلال بمنزلة الإعلام بالتسحير في شهر رمضان وما كان الناس في المدينة يحتاجون إلى أكثر من ذلك للتنبيه على السحور .

ويشير الدكتور على أحمد أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة بأنه على مر العصور ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية وتعدد الولايات بدأت تظهر وسائل أخرى للسحور وبدأ المسلمون يتفننون فى وسائله وأساليبه حتى ظهرت وظيفة المسحراتى فى الدولة الإسلامية فى العصر العباسى ويعتبر والى مصر عتبة بن إسحاق أول من طاف شوارع القاهرة ليلا فى رمضان لإيقاظ أهلها إلى تناول طعام السحور عام 238هـ /853م وكان يتحمل مشقة السير من مدينة العسكر إلى الفسطاط مناديا الناس ” عباد الله تسحروا فإن فى السحور بركة “.

ويضيف الدكتور على أحمد أنه في العصر العباسي ظهر التغني بشعر “القوما” للتسحر وهو شعر شعبي له وزنان مختلفان الأول مركب من أربعة أقفال ثلاثة متوازية فى الوزن والقافية والرابع أطول منها وزنا وهو مهمل بغير قافية  وغلب عليه اسم القوما من قول بعض المغنيين لبعض ” نياما قوما .. قوما للسحور أو قوما لتسحر قوما ” واخترع هذا الشعر بغدادي يدعى أبو نقطة للخليفة الناصر لدين الله العباسي وأعجب الخليفة به وطرب لاستماعه وكافأ أبا نقطة بإجراء عطاءً سنويًا عليه وعندما مات أبو نقطة خلفه ولده الصغير وكان حاذقًا لنظم  القوما فأراد أن يعلم الخليفة بموت أبيه ليأخذ وظيفته فلم يتيسر له ذلك فانتظر حتى جاء رمضان ووقف فى أول ليلة منه مع أتباع والده قرب قصر الخليفة وغنى القوما بصوت رقيق رخيم فاهتز له الخليفة وانتشى وحين هم بالانصراف انطلق ابن أبي نقطة ينشد “يا سيد السادات لك فى الكرم عادات أنا ابن أبي نقطة تعيش أبي قد مات” فأعجب الخليفة بسلامة ذوقه ولطف إشارته وحسن بيانه مع إيجازه فأحضره وخلع عليه ورتب له من الأجر ضعف ما كان يأخذ أبوه .
 

 

 



[ad_2]

Source link