الأحد المقبل.. كسوف شمسي بسماء الوطن العربي

[ad_1]

يشهد النصف الشرقي من الكرة الأرضية، صباح الأحد 29،  أول كسوف للشمس هذا العام يرصد حلقياً في شريط ضيق أقصى جنوب وجنوب شرق السعودية واليمن وسلطنة عُمان في حين يشاهد جزئياً بنسب متفاوتة في مساحات واسعة من الوطن العربي.

مسار الكسوف الحلقي سيبدأ في موقع بالقرب من مدينة (ايمبغوندا) شمال شرق جمهورية الكونغو عند الساعة  (04:47 ص بتوقيت جرينتش) ومن هناك سيتجه الكسوف الحلقي شرقاً ليعبر جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وإثيوبيا واريتريا قبل عبور البحر الأحمر إلى جنوب شبة الجزيرة العربية، ثم سيغادر إلى خليج عُمان متجهاً نحو جنوب باكستان وشمال الهند وبعد ذلك إلى الصين قبل أن يصل تايوان، ومن ثم سيغادر نحو بحر الفلبين على أن ينتهي الكسوف الحلقي عند الساعة (08:47 ص بتوقيت جرينتش) مع غروب الشمس فوق المحيط الهادي بعد رحلة ستستمر 3 ساعات و 45 دقيقة.

ويرصد الكسوف جزئياً في العواصم العربية بنسب متفاوتة ، ففي ابوظبي (87.3%)، القاهرة (34.3%) ، المنامة (75.0%) ، الكويت (61.3%) ، مسقط (97.6%) ، القدس (35.6 %) ، عمّان (36.1%) ، صنعاء (97.2%)،  بغداد (44.5%) ، دمشق (33.1%) ، بيروت ( 31.2 % ) ، الدوحة (79.8%) ، طرابلس (09.6%) ، الخرطوم (75.7%) ، تونس (03.1%) ، الجزائر (00.4%) ، مقديشو (54.2%) ، جيبوتي ( 89.3%) ، موروني ( 17.9 %).

بشكل عام هذا الكسوف الحلقي سيكون عميقاً، حيث سيغطي القمر قرص الشمس بنسبة (99%) ما يعني بان الحلقة ستكون نحيلة جداً ما سيجعل هذا الكسوف استثنائي، حيث ستتاح الفرصة لرؤية ظاهرة تسمى تأثير (خرزات بيلي) والتي عادة ترصد في الكسوف الكلي، وهي تحدث بسبب ضوء الشمس المندفع بين الجبال و الأودية والتضاريس المختلفة على سطح القمر وهذا سيشكل ما يشبه الخرزات تتلألأ حول حافة القمر ، ما سيصنع منظراً دراماتيكياً للراصدين على طول المسار الضيق للكسوف الحلقي.

ووفقاً لجمعية الفلكية بجدة، من المفارقات أن الكسوف عند بداية مساره سيستمر في شكلة الحلقي لمدة دقيقة و 22 ثانية ولكن في منتصف الطريق عند ذروته العظمى على حدود بين الهند ونيبال والصين ستنخفض إلى 38 ثانية في حين عند نهاية ذلك المسار سترتفع المدة إلى دقيقة و 17 ثانية.

تفسير ذلك انه عندما يكون القمر قريباً من الأفق يكون بعيداً عن موقع الراصد على سطح الأرض مقارنة عندما يكون مرتفعاً في السماء ، إضافة أن القمر قريب نسبياً من الأرض في حين أن الشمس بعيده جداً، لذلك يتغير الحجم الظاهري للقمر بشكل ملحوظ خلال اليوم بينما لا يتغير الحجم الظاهري للشمس.

لذلك عند حدوث الكسوف الحلقي بالقرب من الأفق في الصباح الباكر أو قبل غروب الشمس فإن القمر يستغرق وقتاً أطول لعبور قرص الشمس مما يجعل الكسوف الحلقي يستغرق فترة أطول، ولكن اذا حدث الكسوف الحلقي عند الظهر فإن القمر يستغرق وقتاً أقل لعبور قرص الشمس وهذا يجعل مدة الكسوف الحلقي أقصر.

خلال هذا الكسوف سيكون القطر الظاهري للشمس اصغر بنسبة (1.6%)  من المتوسط في حين أن القطر الظاهري للقمر سيكون (1.8 %) اصغر من المتوسط لذلك لن يكون قادرا على تغطية كامل قرص الشمس لذلك سيتمكن الراصدون في المناطق الواقعة في مسار الكسوف الحلقي من رؤية وقوع القمر مباشرة أمام الشمس ولكن لن يغطيها بالكامل لأن القمر سيكون بعيداً عن الأرض و حجمه الظاهري لن يكون كبيرا كفاية لذلك ستبقى حلقة مضيئة حول القمر تسمى ” حلقة الضوء “.

يرجع السبب في ذلك إلى أن القمر يتحرك في مدار بيضاوي وليس دائرياً تماماً، لذلك فهو يتحرك أحيانا بعيداً عن الأرض وقريب في أحياناً أخرى، وفي يوم الكسوف سيكون القمر قد اجتاز سبعة أيام من وقوعه في نقطة الحضيض وقبل سبعة أيام من نقطة الأوج ، لذلك سيكون القطر الظاهري لقرص القمر أصغر من المتوسط ولهذا لن يكون القمر قادر على تغطية كامل قرص الشمس ويحدث الكسوف الحلقي. 

يحتاج رصد كسوف الشمس، لتجهيزات خاصة من أجل سلامة العين، مثل استخدام نظارات الكسوف التي تمنع أكثر من 99.99 % من ضوء الشمس والأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء أو الفلاتر ( المرشحات) الخاصة بالشمس للتلسكوبات والمناظير والكاميرات والتي تظهر الشمس كقرص برتقالي أو أبيض في قبة السماء. 

علمياً سيستغل الكسوف الحلقي للقيام بأرصاد حول الظروف الجوية والسطحية قبل وبعد الكسوف ، حيث تساعد هذه البيانات  على حساب أفضل لكمية الطاقة التي تضرب الجزء العلوي من الغلاف الجوي وكمية ما ينعكس مرة أخرى إلى الفضاء ومقدار الطاقة الحرارية الأرضية التي ترسل إلى الفضاء. 

 إضافة لدراسة تأثير الكسوف الحلقي على طبقة الأيونوسفير أعلى الغلاف الجوي للأرض وبالتالي سلوك انتشار الموجات اللاسلكية، حيث يتم جمع بيانات تأثير دوبلر  بواسطة هواة اللاسلكي في ذلك اليوم من عدة بلدان بواسطة أجهزة استقبال (إتش إف) وتحليل تلك البيانات بعد ذلك . 

يذكر بعد أسبوعين من هذا الكسوف الحلقي سيحدث ثالث خسوف للقمر مساء الاحد 5 يوليو ( 14 ذو القعدة 1441) وهو خسوف شبة ظل ولكن لن يشاهد بسماء السعودية والوطن العربي. 
 



[ad_2]

المصدر