الفضيلة والتجارة.. أبرز مقررات التلاميذ فى عصر مصر القديمة

[ad_1]

 دراسة أثرية للباحث على سرحان الباحث بكلية الآثار جامعة جنوب الوادي عن التعليم فى مصر القديمة تؤكد أن العلم والمتعلمين احتلوا منزلة لا تساويها منزلة  فى مصر القديمة، فقد كانت أرفع المنازل في مصر القديمة لا يتولاها غير المتعلمين ، لذلك أهتم الآباء بالتربية العقلية لأبنائهم منذ السنوات الأولي لهم.

ويشير الباحث على سرحان إلى نصائح الشيوخ والحكماء وتعاليمهم ، ومنها في عصر الدولة القديمة علي سبيل المثال تعاليم ” بتاح حتب ” وكاجمني” وفي الدولة الوسطي ظهرت تعاليم ” غتي بن دواوف ” لابنه “بيي ” يشرح  فيها الرجل لابنه قيم العلم وضروره طلبه أثناء ركوبه النهر معه إلي العاصمة لُيدخله المدرسة ولقد توفرت للحركة العلمية بمصر القديمة ، اختراع الكتابة، التعليم، واكتساب المعارف في الآداب وفي فروع العلوم المختلفة.

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على هذه الدراسة مشيرًا إلى العثور على كراسات من عهد الدولة الحديثة وفيها تصويبات المدرسين لأخطاء التلاميذ وكانت الإملاء ونقل النصوص أهم طرق التعليم، وكانت هذه الدروس تكتب على الشقف أو على رقائق من الحجر الجيري وكانت المقررات تتضمن الموضوعات التجارية والفضيلة والتربية والقراءة والكتابة وحفظ النصوص الأدبية والحكايات، وإعادة كتابة النصوص، وأداء التمارين على ألواح خشبية أو حجرية، واستمر التعليم على نفس النمط إلى عصر خلافة وولاية المسلمين مع اختلاف بسيط في مكان التعلم.

ويشير الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى أن عددًا كبيرًا من الطلبة تخرجوا رغم هذا على أيدي الكهنة ودخلوا المدارس العليا الملحقة بمكاتب خزانة الدولة وفي هذه المدارس وهي أقدم ما عرف من المدارس التي تعلم نظم الحكم  كان الكتبة يدرسون نظم الإدارة العامة حتى إذا ما أتموا دراستهم قضوا مدة التمرين عند بعض الموظفين يعلمونهم بكثرة ما يعهدون إليهم من الأعمال. وعلى هذا النمط أنشأت مصر وبابل في عصر واحد تقريبًا أقدم ما عرف من النظم المدرسية في التاريخ ولم يرق نظام التعليم العام للشبان فيما بعد إلى هذا المستوى الذي بلغه في أيام المصريين الأقدمين إلا في القرن التاسع عشر.

ويتابع الدكتور ريحان بأنه كان يسمح للطالب في الفرق الراقية أن يستعمل الورق- وهو من أهم السلع في التجارة المصرية ومن أعظم النعم الخالدة التي أنعم بها المصريون على العالم، وكانت طريقة صنعه أن تقطع سوق نبات البردي شرائح وتوضع متقاطعة بعضها فوق بعض ثم تضغط ويصنع منها الورق وكانت الكتب تصنع من الأوراق بضمها إلى بعض وإلصاق الطرف الأيمن من واحدة بالطرف الأيسر من التي تليها فتكون منها ملفات ما يبلغ طول الواحد منها أحيانًا نحو أربعين ياردة  وقلما كانت تزيد على هذا في الطول لأن مصر لم يكن فيها مؤرخون مولعون بالحشو واللغو، وكانوا يصنعون حبرًا أسودًا  لا يتلاشى بمزج الصناج و الصمغ النباتي بالماء على لوحة من الخشب.

كما أن غالبية الطبقة البيروقراطية في مصر القديمة كانت تتشكل من الكتبة الذين أسهموا بأدوار بارزة في المشروعات الحكومية، حيث لم يكن موقع الكاتب في المجتمع المصري القديم يقتصر على مهام تدوين النصوص والوثائق فقط بل الاهتمام بالتربية الجسمانية للطفل، وكان هناك اهتمام بالتربية الروحية والعقلية له كما اتضح من نصائح الحكيم “آني”، ويمكن اعتبار مدرسة “آني” أشبه بروضة أطفال لكن الحقيقة أن الدراسة الجادة لم تكن دائمًا تبدأ في هذه السن المبكرة ، كما فعل “آني”، فقد كان يتعلم القراءة والكتابة على أيدي والديه قبل دخول المدرسة، وكان الوالدان حريصين على دفع أبنائهما إلى التعليم، ناصحين لهم بأن يصبحوا كُتّابًا وعلى طلب المزيد من العلم وملازمة الكتب.

 



[ad_2]

المصدر