تحالف كورونا والتبغ المدمر لصحة الإنسان

[ad_1]

أكدت الإحصائيات البحثية العالمية أن وفيات البشر الناتجة عن التدخين سنويا تفوق وفيات فيروس “كورونا ” المستجد ( كوفيد١٩) بنحو ٢٢ ضعف ، حيث يقتل التبغ سنويا ٨ مليون شخص ، فيما وصل عدد وفيات فيروس “كورونا” حتى الآن ومع قرب انتصاف العام ٣٧١ ألف و ١٦ شخص حول العام ٠

وأظهرت 19 دراسة حديثة أن التدخين يقلل مناعة الرئتين ، ويضاعف من فرص مضاعفات “كورونا” ، شملت الدراسة ١١ ألفا ، و٥٩٠ مريضا من مرضى (كوفيد-19) حيث وجد الباحثون أن خطر تطور المرض لدى أولئك الذين يدخنون حاليا أو كانوا يدخنون سابقا، كان تقريبا ضعف خطر غير المدخنين ، كما وجدوا أنه عندما يتفاقم المرض ، يعاني المدخنون الحاليون أو السابقون من حالات حادة أو حرجة أو الموت ، أى أنه وبشكل عام ، ارتبط التدخين بما يقرب من مضاعفة خطر تطور المرض.

وتتوافق نتائج تلك الدراسات مع الحقائق الصادمة بمناسبة اليوم العالمى للاإمتناع عن التدخين الذى يوافق 31 مايو من عام ، والذي أقرته الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية – اليوم العالمي لمكافحة التبغ عام 1987 ، للفت النظر العالمي نحو الآثار السلبية والضارة للتبغ ، والتدخين وآثاره السيئة على الصحة العامة ، وتذكير الشعوب بالمخاطر التي يسببها التدخين للأفراد و الأسر والمجتمعات .

وتحل تلك المناسبة اليوم ( الأحد ) وسط جائحة فيروس “كورونا” ، التى شددت فيها منظمة الصحة العالمية، بأهمية التأثير على جيل الشباب والأطفال بتجنب التدخين نظرا لخطورته على صحتهم ، وتحالفه مع فيروس” كورونا ” في السيطرة والقضاء على البشر ، وذلك وفقا لما أكده الدكتور مجدي بدران ، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة ، الذي أكد أن شركات التبغ تتسلل لعالم الطفولة و الشباب عن طريق تجنيد المشاهير ، وعن طرق استحداث منتجات جديدة ، ونكهات جذابة ، و أشكال أنيقة ، وتسويقها على أنها أقلل ضرراً من المنتجات المعتادة .

وفي سياق متصل ، كشفت دراستان علميتان صادرتان خلال شهرى مارس وأبريل الماضيين ، أن النيكوتين يحفز مستقبلات “كورونا ” التي ترتبط بشوكة الفيروس مما يسهل دخول الفيروس للخلايا التنفسية ، وأن تدخين التبغ والتدخين الإليكترونى يزيد من استقبال المستقبلات الخلوية للفيروس ، وهى تتواجد على أسطح الخلايا التنفسية فى صورة بروتينات تعمل كمستقبلات للفيروس عن طريق الالتصاق به وتدخله للخلايا . 

وأكد أن معدلات وفيات فيروس “كورونا ” (كوفيد-19 ) تتزايد فى الذكور الأكبر سنا ، ويرجع ذلك فى أحد التفسيرات إلى تدخين التبغ ، مدللا على ذلك بانخفاض معدلات وفيات النساء عن الذكور في كل من : إيران ، والصين ، وإيطاليا ، وكوريا الجنوبية ، مشددا على أن مخاطر الوفيات الأكبر لدى الرجال واضحة في وقت مبكر في المراحل المبكرة من الوباء ٠

ورأى أن العمر عامل خطر كبير ، حيث تحدث أعلى معدلات الوفيات بين كبار السن ، ولكن هناك أيضا فجوة بين الجنسين عبر التوزيع العمري: ففي الولايات المتحدة عبر جميع الفئات العمرية ، الفجوة بين الجنسين في معدلات الوفيات عالية – ويبدو واسعًا بشكل خاص لمن هم في منتصف العمر. بالنسبة لأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 54 ، هناك خمسة رجال يموتون مقابل كل امرأتين. ومع ذلك ، تجدر الإشارة إلى أن المزيد من النساء فوق سن 85 توفوا بسبب الفيروس ، على الرغم من انخفاض معدل الوفيات – ببساطة لأن النساء يشكلن معظم هذه الفئة العمرية (4.2 مليون مقارنة بـ 2.3 مليون رجل)٠

و فى دراسة على عينة من المرضى الأمريكيين المصابين بفيروس (كوفيد-19 ) وجد أن نسبة 89 % من أولئك الذين دخلوا المستشفى في مارس الماضى ، كان لديهم أمراض مزمنة ، فيما ارتفعت النسبة إلى 94 % للمرضى من سن 65 فما فوق.

وفى معرض تعليقه على نتائج تلك الدراسات ، أكد بدران أن التدخين يزيد من مضاعفات مرضى فيروس “كورونا “، وأن المدخنين الذين يعانون من فيروس “كورونا ” أكثر عرضة للمضاعفات و الوفيات المبكرة ، حيث يقلل التدخين من قدرة الحويصلات الرئوية على امتصاص الأكسجين وطرد ثاني أكسيد الكربون،و يزيد من تراكم المخاط و البلغم ، مما يؤدي إلى سعال مؤلم وصعوبة في التنفس .

وأضاف أن التدخين يخفض المناعة ويخفض مضادات الأكسدة الطبيعية التى أصبحت من أساسيات الارتقاء لصحة ومناعة أفضل ، الأمر الذي يمهد الطريق لنجاح غزو فيروس كورونا للجسم ،وأن مضادات الأكسدة هي بعض الإنزيمات، والأحماض الأمينية ، والمعادن ،و الفيتامينات التي تحمي الخلايا من الجزيئات الحرة التى عادة ما تنتج داخل الجسم ولها القدرة على تدمير خلايا الجسم ، و تُضعف جهاز المناعة.

كما أن التدخين يخفض من مضادات الأكسدة فى الخلايا “الطلائية ” للشعب الهوائية بعد 60 دقيقة فقط ، وأن هذه الخلايا تغطى المجرى الهوائي فى الشعب الهوائية ،و تعمل كخط دفاع ميكانيكي داخلي للجهاز التنفسى من الميكروبات الغازية والمؤثرات البيئية ، وتنظف باستمرار الغشاء المخاطي في الشعب الهوائية ، مما يمنع أى عرقلة ميكانيكية لتدفق الهواء ، وأن الوسائط الكيمائية تفيد في نمو و تطور وعمل هذه الخلايا والعضلات الملساء التى تليها،و تفرز مضادات للإلتهابات طبيعية.

يذكر أنه من المعروف سابقاً أن التدخين يضر هذه الخلايا التى تتعرض باستمرار لسمومه ، إذ يسبب أيضا الإقلال من حيوية وكفاءة هذه الخلايا الهامة وظيفيا، و يقلل من مناعتها ، وقدرتها على التكاثر ، ويقلل من متاتة بروتين الكولاجين ، و الإقلال من قدرتها على إصلاح أى تلف مما يجعلها لبنة سهلة للالتهابات المزمنة ، و الربو الشعبى ، و تليف الرئة .

وشدد بدران على أن “الشيشة ” تعتبر أداة مثالية لانتقال فيروس (كوفيد-19 ) ، وقد تزيد من خطر الإصابة الشديدة من خلال الاستخدام المشترك ، حيث يزيد التدخين الشيشة، والسجائر من خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي و فيروس “كورونا “، وفيروسات نزلات البرد ( 200 فيروس )٠ 

ودعت الدراسات إلى ضرورة الإقلاع عن التدخين للوقاية من فيروس “كورونا ” الجديد (كوفيد-19 ) ومضاعفاته .



[ad_2]

Source link