دراسة ترصد مظاهر الرحمة والحنان من واقع الفنون القبطية

[ad_1]

رصدت دراسة أثرية للدكتور عصام أحمد آدم مفتش الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة السياحة والآثار في فن التصوير القبطي من خلال الموضوعات التي تجسد حنان الأم علي ولدها وعطف السيد المسيح علي أتباعه .

ويوضح الدكتور عصام أحمد آدم أن أيقونات التجسّد أوضح نموذج نستشرف من خلاله حنان الأم بولدها وعطفها عليه ورحمتها به، وقد جاءت معظم التصاوير التي تمثل هذا الموضوع منفذة بأسلوب واحد حيث تجلس السيدة العذراء في وضع المواجهة، وتضع ابنها المسيح علي فخذها الأيسر، وتحيطه بذراعها من خلف  ظهره وهي تنظر إليه، وكل جارحة من تلك الجوارح  تحمل في طياتها مظهر عطف وحنان يختلف عن غيره فى الأوضاع الأخرى، فوضع العذراء لابنها علي فخذها الأيسر يتيح له الاتكاء علي صدرها من الجهة اليسرى محل القلب، وبالتالي فهي تحيطه بقلبها، وتستشعر قربه منها، وتبعث إليه من خلال دقات قلبها المتكئ عليه من معاني المحبة والرحمة لذلك تعد هذه الجلسة من الإبداعات التعبيرية التي تميز بها المصور القبطي، وأما وضع ذراعها خلف ظهره، فيحمل في ثناياه كل معانى الحماية والرعاية، فهي تحمى ظهره من أي شيء يؤذيه، وتفديه بروحها التي عبرت عنها بجزء منها وهي الذراع ثم يتكرر هذا المشهد وتلك الأحاسيس من الأمام، إذ يبرز كف اليد ليحوطه برعاية من الأمام، وكأنها تطمئنه: لا تخش ممن خلفك، وستجدنى أمامك ويختم الفنان تلك الأيقونة الرائعة بنظرات عيني العذراء لابنها المليئة بالضعف والانكسار الناتجين عن شدة حبها وولعها بابنها.

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن الفن القبطي جسّد عطف السيد المسيح ورحمته و حنانه بأتباعه وهو يضع يده علي كتف أحد اتباعه، وقد أمسك بيده الأخرى الإنجيل، والصورة تعكس لنا كم الاحتواء والحنان الذي كان يتعامل به المسيح مع أتباعه، ورغم أن القديس هنا لم  يعاصر المسيح وإنما جاء بعده بقرون، إلا أن المصور أراد أن يعبر من خلال الجمع بين المسيح والقديس في صورة واحدة عن أن محبة المسيح وحنانه وعطفه مستمرون على طول الزمان لكل من تبعه وسار علي نهجه فوضعه ليده علي كتف القديس يدل علي تواضع المسيح وقربه من القديس وكأنه صاحب أو أخ له، وحمله للكتاب المقدس في يده الأخرى إشارة إلي أن كل من آمن بهذا الكتاب وعمل بما فيه سيناله ما نال القديس من رضا المسيح عنه وقربه منه، كما أن نظرات العيون تشعرنا بالرضى من كلا الطرفين عن الآخر، فقد رضي المسيح عن القديس لنقاء سيرته وسريرته، ورضي القديس أن يحتويه المسيح بعطفه وعنايته وحنانه.

أقرأ أيضا| سر حجر باليرمو.. أعياد المصريين «شكل تاني» منذ الفراعنة

ويتابع الدكتور ريحان من خلال الدراسة أن المناظر المصورة على هاتين الأيقونتين جسّدتا الرحمة والعطف والحنان في رحم الصراع بين الخير والشر في أجواء ملبدة بغيوم القسوة والجبروت في تلك الفترة من ميلاد السيد المسيح، فالعذراء جسدت لنا أسمي درجات العطف والحنان بابنها حين اشتد عليها الغمز واللمز والطعن في عرضها وشرفها من قبل اليهود، وفي صورة المسيح وهو يضع يده علي كتف أحد أتباعه، جاءت الصورة لتجمع بين زمنين متباعدين كان العذاب والاضطهاد هو القاسم المشترك بينهما، فاستطاع الفنان أن يستلهم من هذا القاسم المشترك مظاهر تجسد مشاعر العطف والرحمة والحنان .



[ad_2]

المصدر