«شريف».. الشلل الرباعي لم يمنعه من امتلاك أكبر توكيل للأجهزة التعويضية

[ad_1]

«النجاح لا يعتمد على مستوى ذكائك ولامؤهلك العلمى ولاقدرتك المادية أو الاجتماعية، وإنما يعتمد فقط على مدى إصرارك لتحقيق النجاح».. بهذه الكلمات بدأ شريف ياسين سرد مسيرة حياته التى تحققت فيها نجاحات كثيرة أخرجت منه هذه الكلمات السابقة على أرض الواقع فمنذ لحظة ولادته، تسبب خطأ طبى فى إصابته بالرأس، بنقص الأكسجين الواصل للمخ 6 دقائق، ما تسبب فى حدوث شلل رباعى نتج عنه تأخر فى الجلوس والكلام والمشى والكتابة.
بدأ الوالدان رحلة العلاج الطبيعى والتأهيلى المكثف والتخاطب، فبدأت مؤشرات الذكاء تظهر مع تحسن فى النطق وظهور مهارات وميول استخدام الحاسب واجتياز اختبارات الذكاء ومتابعة برامج التأهيل المكثف، وبإيمان شديد لدى والديه بإنه طفل غير عادى، سعى الوالد لإدخاله المدرسة بعد جهد كبير والحصول على تأشيرة من وزير التربية والتعليم بعد رفض جميع المدارس بقبول «شريف» بها.


اجتاز «شريف» اختبارات المرحلة الإبتدائية بنجاح، بعدما نجح فى تكوين مجموعة من أصدقائه فى الأكل والشرب ودخول الحمام، واستمر التفوق والعلاقات الاجتماعية القائمة على أساس الود والحب، مع مقابلة بعض الكلام القاسى من بعض مرضى النفوس من المعلمين، بأن يكتفى «شريف» بهذا القدر من التعليم لصعوبة الكتابة باستخدام فمه واستخدام ذقنه للتعامل على الحاسب الآلى ولكن بقوة العزيمة أصبح «شريف» قادرا على الإمساك بالأقلام والألوان بيده ويكتب ويرسم، إلى أن حصل على العديد من شهادات التقدير من المدرسة والحصول على الشهادة الإعدادية بتقدير 94%، ومع قلة اللياقة البدنية أصبح من الصعب أن يعتمد «شريف» على المذاكرة، فكان لابد أن يجد طريقة سهلة للتدوين للمذاكرة، فلم يجد سوى فمه ليمسك به القلم بإحكام ويبدأ فى الحفظ والتدريبات والواجبات، ليحصل على 88% فى الشهادة الثانوية، وبعد محاولات كثيرة للالتحاق بكلية الآداب قسم الإعلام إلا أن طلبه كان مصيره الرفض، فالتحق بكلية التجارة جامعة عين شمس، وبشغف غير طبيعى بفضل استخدام الحاسب الالى، فأصبح من السهل على شريف توصيل أى فكرة على ورق دون صعوبة باستخدام يده، وبالاطلاع على كتب تعليم الحاسب الآلى والبرمجة ومعرفة إمكانيات الوصول المتعددة والمدمجة مع أنظمة التشغيل،  بدأ بدمج العلم بالحاسب الآلى وأيقن أن مستقبله سيتوقف على مدى إتقانه للحاسب، فهى أداة تمكنه من إخراج ما بداخله، وبدأ شريف يلتحق بجميع الكورسات التى تقدمها الكلية للطلاب.
وبعد حصوله على شهادة البكالوريوس بتقدير جيد، تقدم للعمل بأكثر من 85 شركة وكانت النتيجة هى الرفض، لكنه لم يستسلم لهذا الواقع المظلم، فعكف على دراسة اللغة الإنجليزية بشتى الطرق، والعمل على تصميم المواقع الإلكترونية للأشخاص وللشركات، وحصل على دبلومة فى علوم الحاسب بتقدير جيد جدا، وبدأت فكرة كتابة كتب علمية حول الحاسب الآلى ومذكرات علمية لأصدقائه تحتل تفكيره، وتطورت إلى إلقاء محاضرات وشرح دروس فى مجموعات صغيرة وأحيانا كبيرة.
ومع افتتاح مستشفى 57357 تقدم لشغل وظيفة مترجم للمستندات الإدارية والطبية، ولحسن الحظ أتيح له عن طريق د.هانى حسين مدير المستشفى الفرصة الكاملة للإختبار، لإنه مؤمن بقدرات ذوى الإعاقة، وبعد اجتياز الاختبار المبدئى بدأ فى العمل لفترة 3 شهور تحت الاختبار ترجم خلالهم 240 صفحة ما فاق جميع توقعات الأطباء والمديرين.

اقرأ أيضا| المرض والإعاقة دفعا «منار» للتألق في الرسم والرياضة
بدأ مشروع الزواج يراوضه على الرغم من أن طلبه بالزواج تم رفضه عدة مرات حتى تعرف على «سميحة» التى آمنت به على الرغم من اعتراض الأهل، ولكنها كانت تقوم بكافة واجباتها وتعتنى به على أكمل وجه ودفعته للدفاع عن حقوق ذوى الاعاقة، وبمشاركة بعض أصدقائه كان مشروع مجلة وراديو «صوت المعاق» كموقع إلكترونى ينطلق منه صوت معظم فئات الإعاقة.
وأثناء حضوره دورة التنمية البشرية تعلم بأن «من يحول حلمه إلى أخذ حقه لن يحصل عليه أبدا» وأن الإنسان يجب أن يترك بصمة تنفع الناس، وفي ذات الوقت كان حلمه الجديد هو مصنع لصناعة الأجهزة التعويضية بأيدى ذوى الإعاقة أنفسهم التى تعظم من قدرات ذوى الإعاقة، وبالفعل بدأ تركيزه على عمل دراسة جدوى للمشروع والتواصل مع أحد أقاربه الذى يؤمن بقدراته للتمويل، ومع ذلك استمر فى عمله بالمستشفى، وحصل على دبلوم إدارة المستشفيات، وكانت سبب فى ترقيته إلى رئيس قسم الترجمة العلمية.
تحقق حلمه بامتلاك شركة للأجهزة التعويضية خاصة مساعدات الحركة من الكراسى المتحركة المتطورة، ومع إطلاعه المستمر لأحدث ما توصل إليه العلم، بدأ بإنشاء شركة «ستارت اب» بوكالة حصرية لشركة «Karma» التايوانية التى تقدم مدى واسع من مختلف الكراسى اليدوية والكهربائية المتطورة.
وفى نفس الوقت، كان يشغل منصب مدير المبيعات والتسويق بوكالة INTCO ووكالة TAISITE الصينية للكراسى المتحركة المتطورة الاقتصادية، وشغل منصب مدير المشتريات بوكالة PATRON التشيكية لكراسى الأطفال «STROLLERS»، وشغل منصب مدير إداراتى التسويق والتعليم والتطوير بوكالة JENX لأجهزة التأهيل المتطورة التى تشمل منظومات الجلوس ومنظومات الوقوف ومنظومات النوم، إلى أن أصبحت شركة «شريف» أحد أكبر الشركات المصرية التى غيرت ملامح وفكر سوق الأجهزة التعويضية فى الخمس سنوات الأولى، ويقدر حجم تعامل شركة ستارت اب فى 2018 وصل لـ62 مليون جنيه وتمتلك 4 فروع و55 موزع فى جميع محافظات مصر، وانتقل «شريف» من سكنه الضيق للإقامة فى فيلا كبيرة بالحى السابع بمدينة العبور بصحبة زوجته وأولاده الثلاثة نادين وسيف الدين ولين، ومازال يحلم بأن تكون شركته مجموعة صناعية ضخمة تخدم السوق العالمى.



[ad_2]

المصدر