صور| النقش على الحجر.. أسرار «مواد الكتابة» القديمة

[ad_1]

أقدم الأمثلة الباقية على الكتابات الأولى، هي الكتابة على الطين أو الحجر، وتحديدًا الكتابات على أقراص الطين التي خلفتها بلاد ما بين النهرين وعلى جدران المعابد والمقابر ولفائف البردي من مصر.

وهناك أمثلة من كليهما يرجع تاريخهما إلى أوائل الألفية الثالثة قبل الميلاد، حيث كانت الكتابة المسمارية تسجل على الألواح الطينية وترجع إلى السومريون والبابليون والآشوريون والحيثيون على أقراص مصنوعة من الطين المبلل بالماء.

وعلى الرغم من اختلاف طوب الكتابة، من حيث الشكل والأبعاد، إلا أن الشكل الشائع كان عبارة عن قرميد رقيق رباعي طوله خمس بوصات تقريباً، بينما كان الطين لايزال رطباً، استخدم الكاتب قلم الكتابة لتدوينه بأحرف مسمارية بالكتابة على كل سطح بالحروف الصغيرة، ويمكنه نسخ نص كبير على قرص واحد، أما بالنسبة إلى النصوص الطويلة استخدم العديد من الألواح، وربطها معًا بأرقام وكلمات رئيسية كما هو الحال في الكتب الحديثة.

 

 

استمر إنتاج الكتب على أقراص الطين لمدة 2000 سنة تقريباً، وتشير طبيعة وحجم السجلات الباقية من بلاد ما بين النهرين وآسيا الصغرى إلى التركيز الشديد على وظيفة تلك الكتابة في السجلات الرسمية وغير الرسمية، وبعد الكتابة عليها يتم تجفيف تلك الألواح الطينية في الشمس أو في أفران.

كانت تلك الألواح الطينية بعد تجفيفها أو حرقها تصبح غير قابلة للتدمير تقريبا، وتم تسجيل نصوص ذات قيمة خاصة عليها منها نصوص قانونية، ومحفوظات ملكية، ومراسلات رسمية بين الدول، وقد دفنت العديد من تلك الألواح عبر آلاف السنين تحت التلال والمدن المنسية وتم اكتشاف بعض منها سليمة في الحفريات الأثرية الحديثة.

وعدد الألواح الطينية التي تم اكتشافها تقترب من 500000، وهناك اكتشافات جديدة تضاف إلى هذا العدد وأكبر فئة تم اكتشافها تتكون من الوثائق التجارية الخاصة والمحفوظات الحكومية، وفي المقابل كان المصري القديم يستخدم الأحجار ولفائف ورق البردي للكتابة عليها، وهو ما يشبه الورق الحالي، الذي صنع من ألياف نبات البردي الذي ازدهر ونمى على ضفاف وادي النيل، وقام الكتاب بنسخ النص المراد كتابته على جانب من ورقة البردي، ويتم لف المنتج النهائي بالنص الموجود بداخله كلفافة.

 

أثر أستخدام ورق البردى على أسلوب الكتابة تماما كما فعلت أقراص الطين في الحضارة السومرية، وكتب عليها الكتبة بقلم من البوص أو فرشاة وأحبار بألوان مختلفة، ويمكن أن تكون النتيجة زخرفية للغاية خاصة عند القيام بالكتابة عليها بالهيروغليفية وهو أسلوب يتكيف بشكل أفضل على الورق من النقش على الحجر، كما أن المصريون استحدثوا أنواع من الكتابة بجانب الهيروغليفية تعرف بالكتابة الهيراطيقية (الخط الكهنوتي) والكتابة الديموطيقية (شكل مبسط من الأشكال الهيراطيقية مناسب للاستخدام الشعبي) والتي تم الكتابة بها بشكل أفضل على ورق البردي.

واستخدمت لفائف أوراق البردي في تصوير أقدم الكتب الجنائزية والتي حافظ عليها مناخ مصر الجاف من التحلل والتي نجت بعض أوراق البردي دون حماية لقرون أثناء دفنها في رمال الصحراء والمقابر، حيث ساهمت في بعض العادات الجنائزية المصرية حيث كتبوا عليها صيغ ونصوص سحرية لتوجيه الموتى بأمان إلى بوابات العالم السفلي والتي توصف حالياً باسم كتاب الخروج في النهار والمعروف مجازا باسم كتاب الموتى، وتضمنت نصوص وكتابات علمية وعدد كبير من الأساطير والقصص والحكايات القديمة.

اقرأ أيضا | «نحمس باستت».. ابنة كبير كهنة «آمون» التي احترفت الغناء



[ad_2]

المصدر