«قبائل سيناء» الشرفاء على خط النار مع القوات المسلحة للدفاع عن أرض الفيروز

[ad_1]

كعادتها وقفت قبائل سيناء التي كتب عليها أن تقاتل جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة ضد الطامعين في أرض الفيروز الطاهرة، تلك البقعة المباركة التي تجلى المولى عزوجل عليها مخاطبا نبيه موسى عليه السلام .

 

تاريخ قبائل سيناء الشرفاء معروف، فكما كافحوا قديما ضد الاحتلال الإسرائيلي، رافضين انفصالهم عن أرض مصر، في واقعة شهيرة بطلها الشيخ سالم الهرش، بالإضافة إلى المئات من القصص البطولية لأبناء سيناء الشرفاء نذكر منها على سبيل المثال أيضا واقعة انضمام 850 شابا من سيناء لصفوف المقاتلين، بعد أن وفدوا إلى إدارة المخابرات الحربية، عقب هزيمة 67 التي عاشوها بأنفسهم، ورأوا إخوانهم من الجنود المصريين يتعرضون لمذابح جماعية حتى الأسرى منهم، قرر هؤلاء الشباب أن يكونوا جنودا في صفوف القوات المسلحة، وأن يشاركوا وطنهم في الثأر لأبنائه، كان من ضمن هؤلاء الفدائيين الشيخ حسن خلف، كبير مجاهدي سيناء وشيخ قبيلة “السواركة”، حينها كان طالبا في المرحلة الثانوية، وشهد المجازر التي قام بها جيش الاحتلال الصهيوني، ضد الجنود والمدنيين على أرض سيناء.

 

وما شهدته سيناء من إرهاب، خلال الأعوام الماضية لا يقل خطورة ودموية عن ما قام به العدو الصهيوني، بل إنه تخطى كل الخطوط الحمراء، بممارساته، ضد المجتمع السيناوي وعاداته وتقاليده، الأمر الذي دفع القبائل إلى إعلان المواجهة معه، بعد أن بلغ الصبر مداه، وقد شهدت الأعوام الماضية معركة جديدة لأبناء سيناء الشرفاء في مواجهة الجماعات التكفيرية التي لم تهدف يوما لنصرة دين الله، بل تهدف إلى تقسيم مصر وتنفيذ أجندة صهيونية لانفصال سيناء عن الوطن .

 

وعلى قدم وساق سعت قبائل سيناء نحو مواجهة التكفيريين الذي يعصفون بأراضيهم، حتى أنها باتت تطرق كل باب يمكنها من مساندة قوات إنفاذ القانون في مواجهة هذا الخطر الداهم، ومن بين تلك الأبواب الدعوة أولا نحو توحيد القبائل على قلب رجل واحد، في مواجهة تلك الآفة التكفيرية الإجرامية.

 

وفى هذا الصدد دعت قبيلة «الترابين» في شمال سيناء، في بيان أصدرته يوم ٢٩ إبريل ٢٠١٧م، جميع قبائل أرض الفيروز للاتحاد من أجل مواجهة خطر الإرهاب الذي يهدد الوطن، تلك الدعوة التي تزامنت مع اشتباكات ومواجهات نشبت وقتها بين أفراد إحدى تلك القبائل وبعض من العناصر التكفيرية في منطقة البرث جنوبي مركز رفح وسقط ضحيتها قتلى ومصابين.

 

وأكدت القبيلة، في بيانها، أنهم ليسوا بعاجزين عن الرد بقوة على دعاة التخريب من التكفيريين والمتطرفين، وأن علاقة القبائل البدوية في محافظة شمال سيناء علاقة دين ووطن ودم، لن تسقطها الأقنعة والبنادق المأجورة، أو أي جهات خارجية شغلها الشاغل تنفيذ مخططات أعداء الدولة المصرية.

قبائل سيناء في مواجهة جماعات الظلام

 

وفور الإعلان قبيلة الترابين خوض المعركة ضد التكفيريين، استجابت 4 قبائل و6 عائلات لتلك المبادرة المصيرية لمواجهة التكفيريين، والتي نشرتها بين عموم القبائل، ودعت خلالها القبائل للتوحد ومواجهة خطر الإرهاب.

شيوخ القبائل يرسمون خريطة الاتحاد

 

والتقت رموز من قبائل السواركة والرميلات والتياها والفواخرية و6 عائلات من سكان مدينة الشيخ زويد ورفح والعريش، مع رموز قبيلة الترابين، واتفقت على التوحد فيما بينها لمواجهة العناصر التكفيرية بخطط جديدة من نوعها، والتأكيد على أن المنضمين من أبناء القبائل للمجموعات التكفيرية المسلحة جميع قبائلهم وعائلاتهم منهم براءة، ومؤازرة قبيلة الترابين لمنع تسلل العناصر التكفيرية لأراضيها الكائنة برفح والشيخ زويد والحسنة ونخل، واعتبار تلك المناطق هي نقاط التقاء للقبائل في معركتها القادمة ضد العناصر التكفيرية المسلحة.

 

وقد واجهت العناصر التكفيرية أبناء القبائل والعائلات دون أي اعتبارات ونفذت على مدار 3 سنوات جرائم بشعة في أبنائها بتهمة تعاونهم مع قوات الجيش والشرطة، من بينها حالات قتل بقطع الرءوس لأكثر من 200 شخص، والتصفية بالرصاص الحي لأكثر من 300 شخص ومن بين الضحايا مسنين ورموز وشيوخ قبائل.

 

من جهته أعلن الشيخ موسى الدلح، أحد رموز قبيلة الترابين، أن بيان القبيلة هو دعوة لتوحيد جميع القبائل، ولا تزال الدعوة مفتوحة ومخصصة للقبائل والعائلات والعشائر في شمال سيناء.

 

وكشف «الدلح» عن فحوى البيان وجاء نصه “فى ظل ما تتعرض له الأمة الإسلامية والعربية من غزو إرهابي لا أخلاقي، يستهدف مقدرات شعبنا وكيان دولته ويتخطى معايير الإنسانية وينتهكها، مبتعدا كل الابتعاد عن قيم وموروثات الدين الإسلامي الحنيف، أبت الفتنة إلا أن تطرق بيوت الآمنين وتطال يد الغدر والخسة أرواح الشباب ومقدرات القبائل المادية والمعنوية فى محافظة شمال سيناء، وعليه نحن فى قبيلة الترابين مشايخ وأعيان ووجهاء نؤكد على التالى: أن الفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها ومن بث سمومها بين القبائل وسعى بينهم بفساد، أى اعتداء منفرد من أبناء القبائل الأخرى جرم مشهود وليس له من سند أو عون أو نصير من أى قبيلة أو جهة ولن يراعى فيه أى اعتبار عشائرى أو قبلى، وأن حرمة بيوت القبائل على وجه الخصوص قبيلة الترابين خط أحمر لا نقبل ولن تقبل انتهاكه، والعلاقة التى تجمع القبائل البدوية فى محافظة شمال سيناء هى علاقة دين ووطن ودم لن تسقطها الأقنعة والبنادق المأجورة أو أى جهات خارجية شغلها الشاغل تنفيذ مخططات الموساد الصهيونى وأذنابه.

 

وتابع البيان: أن قبيلة الترابين كانت ولا تزال راية وطنية خفاقة لا تندرج تحت أى مخطط ولا تلين لأى قوة فرضت نفسها عليها بمنطق السلاح والدم، وأن تحكيم شرع الله فى الأرض لا يأتى بحد السيف ولا بقوة السلاح وإنما بالاعتدال ولين الجانب، وأن بعض التجاوزات التى حدثت بحق أبنائنا لهو جرم كبير وانتهاك صارخ لجميع المعايير الشرعية والإنسانية، واستطرد البيان لسنا بعاجزين عن الرد بقوة على تلك التجاوزات ونمهل ولن نهمل.

 

واختتم البيان برسالة لأبناء القبائل الأخرى: “ابتداء من تاريخ صدور البيان على جميع عقلاء وحكماء القبائل البدوية فى محافظة شمال سيناء بالتواجد الفعلي فى الميدان وتشكيل خلية مشتركة لإدارة الأزمة على الفور وفى الحال وصف الجهود لرأب أى صدع يتسلل إلى عمق وجودنا ويهدد أمننا واستقرارنا”.

 

وقال إبراهيم العرجانى، أحد أبرز رموز قبيلة الترابين فى تصريحات له إن قبائل الترابين ومعها السواركة والرميلات اتفقت على تطهير كل ربوع سيناء من العناصر التكفيرية بالتنسيق مع القوات المسلحة المصرية، وتم إقامة تحالف قبلى برئاسة الشيخ عبد المجيد المنيعى لملاحقة التكفيريين وتصفيتهم، وتطهير كل ربوع ومدن سيناء منهم.

 

وأضاف: “هؤلاء التكفيريين يتمركزون فى مناطق المهدية وشبانة والعذراء وجهاد أبو طبل والمسمى ومناطق قليلة فى العريش بينما تطهرت مدينة الشيخ زويد منهم تماماً، ولا يجرؤ أحد منهم على دخولها”، مؤكداً أن القبائل عزمت على التخلص من هؤلاء الذين يحرقون ويقتلون وينهبون باسم الدين، كما أعد أفراد القبيلة كمائن فى مناطق مختلفة فى رفح لاصطياد عناصر التنظيم التكفيري.

 

وقال عدد من أبناء قبيلة الترابين جنوب رفح، إن العناصر التكفيرية قامت باختطاف عدد من الأهالى وقتلهم فضلا عن استهداف منازل ومجالس وقيامهم بتنفيذ جريمة بشعة بتفجير أحدهم نفسه وهو يقود سيارة مفخخة فى تجمع إقامة عددا من الشباب لحماية قرية البرث من العناصر التكفيرية وهو ما تسبب فى قتل شابين وإصابة 3 آخرين وقام الشباب الغاضب بملاحقة عنصر تكفيرى، وإحراقه انتقاما لضحاياهم.

 

من جانبه كشف مصدر قبلى بارز فى قبيلة السواركة، أن عدد كبير من أبناء القبيلة يقاتلون لجانب صفوف قوات إنفاذ القانون فى مواجهة العناصر التكفيرية، وسقط من بينهم شهداء وآخرين طالتهم يد العناصر التكفيرية ومثلوا بجثثهم.

 

وفى مدينة العريش قالت قبيلة الفواخرية إن هناك حالة من الغضب العارم سادت بين أفراد القبيلة فى أعقاب اختطاف شيخ القبيلة وأحد أبرز رموزها حمدى جودة، بالإضافة إلى أحد أبنائها وهو رجل الأعمال محمود سهمود، وأن القبيلة لن تتأخر مع العائلات والقبائل عن بذل جهودها لملاحقة تلك العناصر التكفيرية، ومنعها من تكرار جرائم الخطف العلنية لعدد كبير من أبناء مدينة العريش والمقيمين فيها وقتلهم بتهمة تعاونهم مع قوات الأمن.

 

وقد تابعت عناصر إنفاذ القانون الحراك القبلى فى مناطق وسط سيناء والعريش، الذى دعت إليه قبيلة الترابين واستجابة رموز قبلية فى مناطق مختلفة لدعوتهم إلى الاتحاد ضد العناصر التكفيرية، مؤكدة أن هذا الحراك يصب فى مصلحة حفظ الأمن فى سيناء ومطاردة عناصر محلية وأخرى وافدة من محافظات أخرى وعناصر أجنبية تتخذ من مناطق فى جنوب رفح والشيخ زويد ومحيط مدينة العريش أماكن اختباء لها وتقوم بتنفيذ أعمال إرهابية ضد المنشآت الأمنية والقوات أثناء تحركاتها واستهداف المدنيين.

 

وقالت مصادر من أبناء سيناء الشرفاء، إن “جغرافيتنا ذات الطبيعة الحساسة حملتنا مسئولية أن نكون حراس البوابة الشرقية للأمن القومي المصري، كما أن الأمر تخطى كل الحدود حتى طالت تلك الأيدي الآثمة، حرمات النساء التي وصلت إلى حد القتل مرتين حتى الآن، وأصبح من المتوقع أن يتبعهما الخطف والاغتصاب كما يحدث من تنظيم “داعش” فى سوريا والعراق وغيرهما”.

 

وشددت القبائل حينها على تحرك من جميع قبائل سيناء وعددها 21 قبيلة هم الموجودين في شبه جزيرة سيناء، على أن يكون التحرك داخل إطار من الحفاظ على سيادة الدولة المصرية وليس ببعيد عنه.
 



[ad_2]

Source link