قصص| «الأمثال الشعبية» موروث حضاري وخلاصة تجارب أجدادنا في الماضي

[ad_1]

الأمثال الشعبية هي تعبيرعفوي، وهي كلمات نرددها جميعا في حياتنا وفى مناسباتنا الاجتماعية، والبعض منا يغفل حول حقيقة هذه الجمل أو حتى يفسرها تفسير خاطئ، والأمثال هي موروث حضاري و خلاصة تجارب أجدادنا في الماضي، وليست مجرد كلمات تردد ولكنها تروى وتتحدث عن حدث ما عارض، ويحوي العديد من القيم والعادات والتقاليد البسيطة، سريعة الوصول إلى قلب السامع ووجدانه، وتلخص لنا تجارب الأجيال السابقة على شكل أمثال شعبية.

نستعرض من خلال “بوابة أخبار اليوم ” على بعض المناسبات التي قيلت فيها أمثال مشهورة نتداولها ونتوارثها جيلاً بعد جيل دون أن نعلم أصلها، فدعونا معًا نتعرف علي هذه الأمثال، كما ذكر الأثري حمادة سعد رمضان، مفتش آثار بمنطقة وسط الدلتا.

 قصة المثل .. « تروح فين يا صعلوك بين الملوك » :

فعلى سبيل المثال وليس الحصر ،يعود أصل الحكاية هذه المقولة المصرية الشهيرة “تروح فين يا صعلوك بين الملوك” هو مثل شعبي ساخر نتداول الآن دون أن نعرف خلفيته التاريخية، رغم ارتباطه بحادثة تاريخية خطيرة أثرت في مصر لسنوات طويلة .

وأصلها المقصود بـ “الصعلوك” هو الشيخ المصري “زعلوك” الذي كان موظف حسابات لدى أحد مماليك ضحايا مذبحة القلعة 1811، لسوء حظ الشيخ “زعلوك” أنه وقت وقوع المذبحة كان مصاحبًا لصاحب عمله المملوك ولقي مصير المملوك، إذ قتل خطأ في المذبحة .

بعد انتهاء المعركة وإبادة 470 مملوكًا في القلعة قام أمير لجنة حصر القتلى بتدوين أسماء الضحايا ليفاجأ بجثمان الشيخ زعلوك بينهم، فتداول المصريون القصة وكانوا يقولون “تروح فين يا زعلوك بين الملوك”، حتى رفع الأمر إلى محمد على الذي منح على الفور لورثة الشيخ “زعلوك” آلاف المواشي ومئات الأفدنة ناحية دسوق تعويضًا لمصابهم في الشيخ ، ثم حُرِّف المثل من “تروح فين يا زعلوك بين الملوك” إلى “تروح فين يا صعلوك بين الملوك”.

قصة المثل .. « اللي اختشوا ماتوا » :

وكثيرًا ما نسمع بهو عن أصل هذا المثل؛ فمن المعروف أنه كان يوجد في مصر والشام قديمًا حمامات عامة يذهب إليها الناس للاغتسال والاستحمام ، وهذه الحمامات كانت لا تُدخل إلا بمبلغ من المال ولها من يشرف عليها وينظم الدخول ويحفظ الملابس.

وفي أحد الأيام نشب حريق في أحد هذه الحمامات وهي مملوءة بالناس، فبعض من كانوا داخل الحمامات خرجوا هلعين وهم عراة ولم يخجلوا من عوراتهم، أما الذين يخجلون ويستحيون فلم يخرجوا وبقوا داخل الحمامات وفضلوا الموت بدلاً من أن يرى الناس عوراتهم وخاصة النساء منهم وفعلاً ماتوا. وهذا ما قاله صاحب الحمام كلما سئل: هل مات أحد في هذا الحريق؟ كان يجيب: نعم اللي اخشوا ماتوا ! فصارت مثلاً إلى يومنا هذا.

قصة المثل .. “آخر خدمة الغز علقة” :

حكاية أصل المثل الشعبي الذي يعود لزمن الحروب والاحتلال: الرواية الأولى هي أن “الغز” جاءت اختصارًا لكلمة “الأوغوز” وهما جماعة تركية تنحدر من المماليك، وكانت تلك القبيلة تساند المماليك وتعاونهم في الخراب، فإذا ما حلوا بقرية أخرجو أهلها و أجبروهم على العمل لديهم و خدمتهم.
لم يقف الأمر على حد الخدمة والسخرة ولكنهم كانوا ينهبون منهم الطعام و الشراب بدون مقابل و إذا ما انتهت أقامتهم بالقرية و عزموا على المغادرة فأنهم كانوا يضربون الأهالي و يسيئون معاملتهم كنوع من التجبر و فرض السطوة فصار المصريون في كل زمان يقولون قولتهم.

أما الرواية الثانية أن “الغز” تعني “الغزاة”، وكانوا المصريون يتعرضون للنهب والسرقة وتدمير القرى وجردها من خيراتها على يد الغزاة من المحتل في ذلك الوقت الذي خرج فيه المثل.

هذا إلى جانب معاملتهم السيئة للمصريين، وإجبارهم على العمل بالقهر والقوة دون أن يحصلوا على أجر، وبعد أن تتم عملية التدمير والنهب للقرى يهمون بالرحيل، يهدون الناس علقة موت وجروح عميقة، ليهتدي الناس في النهاية إلى جملة “آخر خدمة الغز علقة”.

قصة المثل .. ” دخول الحمّام مش زى خروجه ” :

وهناك أيضًا مقولة شهيرة تداركت إلى أسماعنا وهي “دخول الحمّام مش زى خروجه” وقصتها أن أحد الأشخاص افتتح حمامًا عامًّا، وأعلن أن دخول الحمام مجان، وعند خروج الزبائن من الحمام كان صاحب الحمام يحجز ملابسهم ويرفض تسليمها إلا بمقابل مالي، فثاروا الزبائن قائلين: ألم تقل بأن دخول الحمام مجاني؟ فرد عليهم: “دخول الحمام مش زى خروجه”، وصار مثلاً يُضرب للأمر الذي يعد الخروج منه أكثر صعوبة من الدخول فيه.

 

 قصة المثل .. “مسمار حجا”:

كما أن هناك مثلاً عربيًّا شهيرًا متداولاً وهو “مسمار حجا” وأصل الحكاية أن “جحا” كان يملك دارًا، وأراد أن يبيعها دون أن يفرط فيها تمامًا، فاشترط على المشتري أن يترك له مسمارًا في حائط المنزل، فوافق المشتري دون أن يلحظ الغرض الخبيث لجحا من وراء هذا الشرط، لكنه فوجئ بعد أيام بجحا يدخل عليه البيت.


فلما سأله عن سبب الزيارة أجاب جحا: “جئت لأطمئن على مسماري”! فرحب به الرجل، وأجلسه، وأطعمه.
 لكن الزيارة طالت والرجل يعاني حرجًا من طول وجود جحا، لكنه فوجئ بما هو أشد؛ إذ خلع جحا جبته وفرشها على الأرض وتهيأ للنوم فثار غضب المشتري وسأله: ماذا تنوي أن تفعل يا جحا؟ فأجاب جحا بهدوء: “سأنام في ظل مسماري !” وتكرر هذا كثيرًا، وكان جحا يختار أوقات الطعام؛ ليشارك الرجل في طعامه، فلم يستطع المشتري الاستمرار على هذا الوضع وترك لجحا الدار بما فيها وهرب.

قصة المثل .. “ما إحنا دافنينه سوا”

ومن الأمثال الشهيرة والمتداولة أيضًا “ما إحنا دافنينه سوا” وقصته أنه كان هناك رجلان يبيعان زيتًا يحملانه على حمار ويتجولان به من مكان إلى آخر. وفي ذات يوم مات الحمار فحزن صاحباه عليه حزنًا شديدًا، ولكن فجأة صاح أحدهما لصاحبه.

 وقال: “اسكت وكف عن البكاء فقد جاءت لي فكرة إذا قمنا بتنفيذها جنينا من ورائها مكسبًا كبيرًا، ليس علينا إلا أن نقوم بدفن الحمار ونبني عليه ضريحًا ونقول أن هذا مزار أحد الصالحين، ونحكي للناس قصصًا وأخبارًا معلنين فيها فضائل هذا الصالح وكراماته التي ظهرت مع الكبار والصغار، فيأتي إلينا الناس ويتباركون بما أخفينا فتنهال علينا النذور والهدايا.
ففرح صديقه بهذه الفكرة فرحة غامرة، وما هي إلا ساعات قليلة حتى كانت جثة الحمار تحت قبة ظليلة.

 وسرعان ما توافد على ذلك الضريح الزائرون والزائرات، واعتاد الناس على زيارة ضريح هذا الرجل الصالح وتقديم النذور والتبرعات والإغداق على الرجلين بالأموال.


 ولكن مع مرور الوقت بدأ الطمع يدب بنفس أحدهما ففكر بطريقة يبعد بها صاحبه ويستأثر بتلك الغنائم لوحده، فأخبره ذات يوم بأنه رأى رؤيا بمنامه؛ يرى فيها ذلك الصالح الزاهد وهو يحدثه بحزن بأن يطلب من صاحبه مغادرة الضريح فورًا وإلا سيحل عليه الغضب.

 فسأله صاحبه: “ومن هذا الصالح الذي رأيته؟
  فقال له صاحبه: “إنه الصالح المدفون تحت هذا الضريح”، فأخذ يضحك منه، وقال له: “ما إحنا دافنينه سوا”.

قصة المثل .. « ميه فل و14» :

أصل حكاية «100 فل و14» الفراعنة، جواك مهما مرت السنين، يستخدم معظم المصريين، جملة «ميت فل و14»، للتعبير عن مدى كمال ما يتحدثون عنه، سواء كان إنسان أو سيارة أو منزل، لكن الكثير منا لا يعلم أصل هذه الجملة على رغم من انتشارها.


ويرجع السر وراء هذه الجملة إلى رسومات الحضارة الفرعونية، فكان لكل كائن، عدد محدد من المربعات لا يجوز الخروج عنها، وكان طول الإنسان العادي في الرسومات ١٩ مربعًا، وعرضه ٦ مربعات، أي أن ٦ ×١٩ = ١١٤ فجاءت هذه الجملة الأشهر لدى المصريين.

قصة المثل .. “عند أم ترتر ” :

دائما ما يردد الكثيرون “عند أم ترتر” دون معرفة أصل الكلمة كنوع من السخرية عندما تكون هناك استحالة من أنك تجد ما تبحث عنه، لذلك نستعرض لكم أصل الحكاية “أم ترتر” اسمها الحقيقي نفوسة كانت تسكن في حواري كرموز ومعروف عنها أنها من النساء التي تتطاول على الجميع بلسانها طويل والشخصية القوية، وكما يقال “فرش الملاية”، كانت امرأة لا تخاف أحدا، كانت أم ترتر ست بيت شاطرة، وأنجبت “إسماعيل وإبراهيم ونبوية ترتر”.

 ويقال إن أم ترتر تملك فوق السطح مزرعة تربية الفراخ والبط، وعندما كانت ديوك الجيران تنط على سطح أم ترتر كان يُفقد ولا يكون له أثر، وعلى الفور تذبحه أم ترتر وتقدمه لزوجها على العشاء، وكانت تقوم بإخفاء أثر الديك، وعند سؤال الجيران عن الديك المفقود يتم الرد بصوت منخفض “عند أم ترتر ربنا يعوض عليكوا”، ومن هنا طلع المثل الشعبي “عند أم ترتر” يدل على استحالة أن تجد ما تبحث عنه رغم أنك تعلم أين ذهب.

قصة المثل .. “رجعت ريمه لعادتها القديمة” :

فيُضرب هذا المثل لمن تعود على شيء ويظهر الإقلاع عنه، ثم يعود إليه من جديد، وعن أصل المثل يقال أن: “ريمه” هي زوجة “حاتم الطائي” الذي اشتهر بالكرم كما اشتهرت هي بالبخل، وكانت إذا أرادت أن تضع سمنًا في الطبخ، أخذت الملعقة ترتجف في يدها حرصًا منها عن ألا تزيد في مقدارها .فأراد “حاتم” أن يعلمها الكرم فقال لها: “إن الأقدمين كانوا يقولون أن المرأة كلما وضعت ملعقة من السمن في إناء الطبخ زاد الله بعمرها يومًا”.

فأخذت “ريمه ” تزيد ملاعق السمن في الطبخ حتى صار طعامها طيبًا وتعودت يدها على السخاء.

ولكن شاء الله أن يُتَوَفَّى ابنها الوحيد الذي كانت تحبه أكثر من نفسها، فحزنت عليه حزنًا شديدًا حتى تمنت الموت، وأخذت تقلل من وضع السمن في إناء الطبخ حتى ينقص عمرها وتموت، فقال زوجها: “رجعت ريمه لعادتها القديمة”.

 



[ad_2]

المصدر