كان النبي يستغفر 70 مرة.. هل ليتوب عن معصية؟

[ad_1]

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، إن الله سبحانه وتعالى اختارنا أمة للرسالة، وجعلنا خير أمة أخرجنا للناس إن نحن فهمنا عن الله مراده وعن رسول الله ﷺ رسالته، وإن نحن كنا على قدمٍ يرضى فيها الله عنا، حتى نكون هداية للعالمين ولا نكون فتنة للناس.

وأضاف خلال منشور عن الاستغفار عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»، أن الله أرشدنا إلى التوبة، والتوبة عادت كلمة إذا ما سمعها المؤمن اختزل معناها وجعلها خاصة بارتكاب المعاصٍي، وجعلها أمرًا غيبيًّا يتعلق باليوم الآخر، والتوبة أعظم من ذلك! تشمل هذا وتزيد عنه.

واستكمل: «فالتوبة حالة نقد ذاتي، حالة من مراجعة النفس.. حالة من الرقابة الإدارية؛ فإذا ما سمعنا هذه الألفاظ: النقد الذاتي، ومراجعة النفس، ومحاولة الرقابة والإدارة، ولأنها ألفاظ قد أتتنا من الغير فإننا نفهمها على وجهها؛ حيثما امتلأت مناهج تعليمنا بها».

لماذا كان النبي يستغفر؟
وأشار إلى أننا إذا سمعنا «التوبة» اختزلنا معناها إلى معنى ضيق هو: الإقلاع عن معاصي بعينها، والأمر ليس كذلك؛ يقول رسول الله المصطفى الحبيب والمجتبى المعصوم سيد الكائنات: ««واللّهِ إني لأستغفرُ اللّهَ وأتوبُ إليه في اليوم أكثرَ من سبعينَ مرَّة» (مسلم) فهل كان يتوب عن معصية يرتكبها؟ أو عن كبيرة يقع فيها؟ حاشاه، فمن أي توبة كان يتوب منها ﷺ، موضحا: «لكنها كانت نقد ذاتي، ومراجعة، ومحاسبة لعمل اليوم: ما الذي قصرنا فيه؟ ما الذي كان في ذمتنا فلم نفعله لله؟ ما الذي كان ينبغي أن يتم على وجه هو أحسن من ذلك وأجدى؟».

وأفاد بأن التوبة في اللغة: الرجوع؛ تاب إليه أي: رجع إليه، ومنها المراجعة، ومنها المراقبة، ومنها المحاسبة على حد ما قال سيدنا عمر رضي الله عنه: «حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ وَإِنَّمَا يَخِفُّ الْحَسَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ في الدُّنْيَا» (الحاكم في المستدرك).

ولفت إلى أن التوبة لو فهمناها لأدخلناها عنصرًا من عناصر الإدارة، وعنصرًا أساسًا في الاقتصاد الذي يجري بين الناس، وعنصرًا أساسًا في الحكم، وعنصرًا أساسًا في السياسة خارجيِّها وداخليِّها، مشيرا إلى أن التوبة معنى عظيم، ودلالتنا على المعنى الصحيح الواسع الذي أراده الله ليس معناه أن فهمك المحدود للتوبة محض خطأ، بل هو عجز وقصور.

– التوبة من الذنوب
وأوضح الشيخ علي جمعة، أنك إذا ما أذنبت ذنبًا وجب عليك التوبة، فـ «كلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاء، وَخيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ»(الترمذي)، وكما علمنا سيدنا محمد ﷺ، أنك إن فعلت ذنبا، وجب عليك أن تقلع عنه، وأن تظهر الندم عليه، وأن تعزم ألا تعود لمثله أبدًا، ثم بعد ذلك إن كان متعلقًا بحقوق العباد أن ترد إلى العباد حقوقهم، وإن كان متعلقاً بالله_ والله كريم_ فإن الله يسامحك ويغفر لك قطعًا عند كثير من علماء الأمة.

– التوبة مستمرة
وقال إن التوبة ينتج عنها المراجعة، ولما أن فرَّغنا التوبة من معناها الدنيوي وقصرناها على غيب الآخرة فسر المفسرون قوله تعالى {يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى} أي: إلى مدة حياتكم، ولكننا إن أرجعنا لها المعنى الواسع، فيظهر لنا ضرورة المراجعة الدائمة؛ لأن فن المراجعة وسنة الله سبحانه وتعالى فيه أن يستمر ذلك دائمًا، ويرشدنا سيد الخلق ﷺ إلى أن نفعل ذلك كل يوم؛ فالله يصحح علينا أعمالنا ويحفظ علينا نظامنا وييسر لنا أفعالنا إلى أجل مسمى؛ لا بد بَعدَه- قصر أو طال- من مراجعة أخرى، ومن توبة ثانية..، من بعد توبة.

– يجب علينا جميعا التوبة
ولفت إلى أنه على المسلم أن يعلم أن الله {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} يصلح الحال إذا ما نفَّذنا هذا، ولا يكفي واحد فينا أن يفعل ذلك حتى يتغير المجتمع أو تصحو الأمة {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} إذا أردت أن تكون واحدًا من أمة وتريد لهذه الأمة أن تتقدم البشر وأن تقوم برسالتها وأن تكون لها العزة والكرامة فعليك أن تفعل ذلك وأن تأمر غيرك به فواحد لا يكفى، من تاب منكم على مستواه بارك الله له في حياته وجعله مفلحا فيها ولا نرى أثر ذلك في الأمة إلا إذا تحرك جمع منا يتوب إلى الله فينصر الله به الأمة.

ويقول ربنا سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا﴾، و(نَّصُوحًا) من النُّصح، وهناك يقول ﷺ: (الدِّينُ النَّصِيحَة) (مسلم)، ونفهم نحن (نَّصُوحًا) على أنها توبة صادقة، ولكن لو تعمقنا في “النون والصاد والحاء” في “النصح”، وجدنا أن النُّصح هذا له أركانه وله شروطه، ومنها أن نكون مجتمعًا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، عن صواب ووعي وإخلاص.

صفات التوبة:
وانتهى الشيخ علي جمعة، أنه إذا عرفنا ذلك عرفنا أن توبتنا ينبغي أن تتصف بتلك الصفات: أن تكون لله، وأن تكون صادقة، وأن تكون فيها همة..، وهذه الهمة إنما هي لتغير أحوالنا إلى أحسن حال -كما يريدنا الله عز وجل- في جانبيها: في جانب الشهادة وفي جانب الغيب؛ لأنه سبحانه وتعالى عالِم الغيب والشهادة، وبيده الملك والملكوت، وهو رب الدنيا والآخرة؛ فالاختزال بتر لمراد الله من أوامره وإرشاداته، ونحن نأمر أن يعود الأمر إلى الأمر الأول، لا أن نهتم بدنيانا ونترك آخرتنا، ولا أن نهتم بآخرتنا ونترك دنيانا، ولكن علينا أن نفهم عن الله مرداه كما أراد.

اقرأ أيضا|ما هي مدة المسح على «الشراب» للصلاة ومبطلاته؟.. «علي جمعة» يجيب



[ad_2]

المصدر