ملتقى الفكر الإسلامي: الدعاء منحة عظيمة للصائمين والعمل الصا

[ad_1]


05:18 ص


السبت 09 مايو 2020

القاهرة – (أ ش أ):
أكد ملتقى الفكر الإسلامي، أن الدعاء منحة عظيمة من الله- عز وجل- للصائمين لا ترد، وأن العمل الصالح أساس الإستجابة ، لافتا إلى أن الدعاء من أفضل العبادات التي يقوم بها الإنسان ، وأن توسط آية الدعاء في سياق آيات الصيام دليل على ارتباط عبادة الصوم بعبادة الدعاء.

جاء ذلك في إطار الحلقة الخامسة عشر لملتقى الفكر الإسلامي، الذي ينظمه المجلس الأعلى لشئون الإسلامية، تحت رعاية وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة ، وفي إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام؛ لنشر الفكر الإسلامي الصحيح، ومواجهة الفكر المتطرف ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، والتي جاءت بعنوان: “رمضان شهر إجابة الدعاء” ، وحاضر فيها كل من : الدكتور صابر عبد الدايم عميد كلية اللغة العربية الأسبق بجامعة الأزهر الشريف ، والدكتور خالد غانم مدير عام الفتوى وبحوث الدعوة بوزارة الأوقاف، وقدم للملتقى الإعلامي خالد منصور المذيع بقناة النيل الثقافية.

وفي البداية، أكد الدكتور صابر عبدالدايم، أن الدعاء من أكرم العبادات والطاعات على الله (عز وجل) ، بل هو من أعظم القربات ؛ لأنه سبحانه وتعالى يقول : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }، وقد منح الله تبارك وتعالى الصائمين منحًا وفضائل كثيرة ، منها منحة الدعاء الذي لا يُرد ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): ” إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ ” ولتأكيد فضل الدعاء بيّن (صلى الله عليه وسلم) أنه لن يهلك أحد مع الدعاء ، حيث قال (صلى الله عليه وسلم): ” لاَ تَعْجِزُوا عَنِ الدُّعَاءِ ؛ فَإِنَّهُ لَنْ يَهْلِكَ مَعَ الدُّعَاءِ أَحَدٌ ” .

و أشار عبدالدايم، إلى ضرورة أن يكون مِنهاج المسلم في رمضان أن يُقبِلَ على الله (عز وجل) بالدعاء ، لافتا إلى أن مَنْ يتأمّل الآيات القرآنية الكريمة سيجد أن الله (عز وجل) بعد أن تحدث عن فرض الصيام في شهر رمضان في قوله تعالى:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}، ومعلوم أن الصيام يكون في نهار رمضان- ، تكلّم بعد ذلك عن ليل رمضان بقوله تعالى:{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ …. الآية}، وقد جاء بين فرض الصيام في نهار رمضان، والكلام عن ليل رمضان قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}؛ مما يفيد في إشارة لطيفة أن موقع هذا الدعاء بين النهار والليل ، أي: عند الإفطار ، وهو ما بيّنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حيث قال : ” إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ ” ، فلا يُضَيّع المسلمُ الدعاءَ في رمضان وخاصة في وقت الإفطار لتأكيد القرآن والسنة لذلك .

وأوضح أن الدعاء هو طلب أمر ، وعلماء اللغة قالوا : إن طلب الأمر على مستويات ثلاثة : فهناك طلب بين متساويين ، وهذا يسمى التماسًا ، وهناك طلب من أعلى لأدنى ، كما يأمر الوالد ولده ، والأستاذ تلميذه ، وهذا يسمى أمرًا ، وهناك طلب من الأدنى للأعلى ، وهذا هو الدعاء من المخلوق للخالق، ومن العابد للمعبود ، مشيرًا إلى أن من آداب الدعاء : عدم الجهر به ، وأن يكون قلب الداعي يقظًا ، وأن يتمهل في دعائه، ولا يظن أحد دعا الله بشيء أن الله لم يستجب له ، فربما كانت الإجابة في عدم الإجابة، لأن الداعي لا شك يدعو بما يظنه خيرًا ، إلا أنه في ذاته شر، فالذي يعلم الخير على الحقيقة هو الله (عز وجل) ، فتكون الإجابة هنا بعدم الإجابة ، ولذلك قال تعالى : “وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا “، مؤكدًا أهمية تصفية النفوس من بواعث الحقد والكراهية والبغض والحسد ، وأن نقبل على العمل الصالح الذي هو أساس استجابة الدعاء.

وفي كلمته أكد الدكتور خالد غانم، أن شهر رمضان خصه الله تعالى بكثير من الخصائص ، منها قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ” أعطيت أمتي في رمضان خمسا لم يعطهن نبي قبلي : أما الأولى : فإذا كان أول ليلة نظر الله (عز وجل) إليهم ، ومن نظر الله (عز وجل) إليه لم يعذبه أبدا ، وأما الثانية : فإن خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله (عز وجل) من ريح المسك ، وأما الثالثة : فإن الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة ، والرابعة : فإن الله (عز وجل) يأمر جنته فيقول: تزيني واستعدي لعبادي ، والخامسة : فإذا كان آخر ليلة غفر لهم “، مشيرًا إلى أن الدعاء من أفضل العبادات التي يقوم بها الإنسان ، فهو قمة الإيمان، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، وهو السلاح الذي يملكه المؤمن في كل وقت ، به يستطيع أن يستخدمه في كل لحظة ، وهو من أحب الأعمال إلى الله (عز وجل) ، فالدعاء من العبادات التي تدل على يقين العبد وصدق إيمانه بالله تعالى ، وفيه من الفضل والشرف ما يرغب المسلم في الإكثار منه ، وفيه من الأجر الذي لو أدركه المسلم لواظب عليه في وقت الرخاء والشدة ، لما فيه من البركة والنجاة في الدنيا والآخرة.

وأضاف غانم، أن الدعاء له مكانة عظيمة ، حيث جاءت النصوصُ الكثيرةُ في كتاب الله تعالى وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) المبيِّنةُ لفضله والمُنَوِّهةُ بمكانته وعظم شأنه ، من أجل ذلك جاءت آية الدعاء في سياق آيات الصيام ، لتدل دلالة واضحة على ارتباط عبادة الصوم بعبادة الدعاء ، فقال تعالى :” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” ، مشيرا إلى أن الله (عز وجل) جعل الدعاء أساس العبادات جميعها حتى في الحج يجمع الحاج بين صلاتي الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء ليتفرغ لدعاء الله تعالى في أفضل زمان ومكان.​

[ad_2]

Source link